قلم على السوشيل ميديا

كيفاش نتصرفو في الزبــلـة؟

فريق التحرير 0 27

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، تبرز قضية النفايات في تونس كمشكلة مستعصية تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد. باتت الأرقام تنذر بالخطر، حيث تشير الإحصاءات إلى أن تونس تنتج سنويًا أكثر من 2.6 مليون طن من النفايات المنزلية، وتشكل النفايات البلاستيكية نسبة مقلقة من هذا الإجمالي مع تداعيات بيئية وصحية جسيمة.

الوضع الراهن

النفايات في تونس ليست مجرد تحدي بيئي بل اقتصادي واجتماعي. فمن الـ 2.6 مليون طن، يتم جمع 85% فقط، ومن هذا القدر يخضع نسبة ضئيلة تتراوح بين 4 إلى 7% لعمليات التدوير. هذه النسبة المتواضعة لا تمثل إلا جزءًا يسيرًا مما يمكن إعادة استخدامه، مما يعني أن هناك فجوة كبيرة بين الإمكانيات والواقع. في الحياة اليومية للتونسيين، ينتج الفرد في المناطق الريفية حوالي 150 غرامًا من النفايات يوميًا، في حين أن هذا الرقم يرتفع إلى أكثر من كيلوغرام في المدن الكبرى. وبالتالي، تكمن الحاجة الملحة إلى تحسين أنظمة الجمع والمعالجة.

التحديات والحلول

العوائق التي تحول دون تحسين إدارة النفايات في تونس متعددة ومعقدة. تشير الدراسات إلى أن النفايات المنزلية تغيرت مكوناتها بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية، حيث انخفضت نسبة المواد العضوية وارتفعت نسبة البلاستيك والمواد غير القابلة للتحلل. وعلى الصعيد الإداري، تواجه البلديات عقبات كبيرة تتمثل في نقص الموارد، وتعقيدات التعاقدات مع القطاع الخاص، وصعوبة تتبع الالتزامات والمواصفات الفنية للمشروعات.

الحلول المطروحة تتضمن تعزيز البنية التحتية لإدارة النفايات وتحسين القدرات التقنية للمعالجة والتدوير. كما يُعول كثيرًا على التوعية والتحسيس بأهمية الفرز من المصدر وإعادة الاستخدام وتقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية لمرة واحدة.

الدور المجتمعي والفردي

من الضروري أن يسهم المواطنون في جهود الحفاظ على البيئة من خلال ممارسات يومية واعية، مثل الفرز الصحيح للنفايات، والمشاركة في المبادرات البيئية، والضغط على السلطات لتحسين خدمات الجمع والتخلص من النفايات.

تقف تونس اليوم على مفترق طرق فيما يتعلق بإدارة النفايات، حيث يمكن أن تكون الأزمة الحالية نقطة انطلاق نحو تبني ممارسات أكثر استدامة تضمن مستقبلًا أفضل للبيئة والأجيال القادمة. بالتعاون بين الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة، يمكن تحقيق التغيير الإيجابي والملموس في مجال إدارة النفايات.

كتب بواسطة

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *