فريق التحرير القيلولة، ذلك الراحة الصغيرة في وسط النهار التي يعتمدها الكثيرون حول العالم، تعد جزءًا من العادات اليومية في العديد من الثقافات والحضارات. هذه العادة التي تعود أصولها إلى زمن الرومان والإغريق، لا تزال مستمرة حتى اليوم خاصة في البلدان الحارة مثل إسبانيا، حيث تُعرف بـ”السيستا”، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليومية. في الثقافة الأمريكية اللاتينية، وكذلك في بعض الدول الآسيوية كاليابان والهند، يتم الترويج لفكرة القيلولة في بيئة العمل، حيث يُسمح للموظفين بأخذ غفوة قصيرة لاستعادة النشاط والتركيز. القيلولة لم تكن محل انتقاد إلا مع قدوم الثورة الصناعية، حيث بدأ يُنظر إليها على أنها تعطيل للإنتاجية.
الفوائد الصحية للقيلولة
الفوائد الصحية للقيلولة موضوع تشجع عليه الدراسات العلمية، وتؤكد الأبحاث على أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة لمدة ساعة بالضبط يتمتعون بقدرة أكبر على التعامل مع الإحباط والتوتر. وفقًا لمجلة “Journal of Sleep Research”، فإن هؤلاء الأشخاص لديهم ذاكرة أفضل، وقدرة أكبر على التعلم والاستيعاب، والربط بين المفاهيم بسهولة. حتى أن هناك دلائل على وجود فائدة للقلب، حيث تشير دراسات إلى أن القيلولة قد تخفض نسبة الوفيات بأمراض القلب الشريانية. رغم كل هذه الفوائد، تبقى مسألة القيلولة موضوعًا غير واضح بالكامل، حيث هناك دراسات تحاول فهم إذا ما كانت القيلولة جزءًا من العادات الطبيعية للبشر أم لا، مشيرةً إلى أن بعض المجتمعات البدائية قد لا تمارس القيلولة على الرغم من الاستراحة في وسط النهار لتجنب الحرارة.
الطريقة المثلى لأخذ قيلولة
في سياق الحديث عن الطريقة المثلى لأخذ قيلولة صحية، ينصح الخبراء بتوفير بيئة مناسبة ومريحة للنوم، كتعتيم الغرفة والاستعداد بما يساعد على الاسترخاء، سواء كان ذلك بالاستماع إلى بودكاست أو الاستمتاع بالهدو
ء. من المهم تحديد مدة القيلولة مسبقًا، فالقيلولة القصيرة التي لا تتجاوز العشرين دقيقة قد تكون مثالية للبعض، بينما يفضل آخرون أخذ قيلولة تصل إلى ساعة أو ساعة ونصف. النصيحة الأخيرة تتضمن تجربة “قيلولة القهوة” حيث يُنصح بشرب القهوة قبل الغفوة مباشرةً، مما يمكّن الشخص من الاستيقاظ متجدد النشاط بفضل تأثير الكافيين الذي يبدأ بعد حوالي عشرين دقيقة.
