الماء، العنصر الأساسي للحياة، يُعد في غزة سلعة نادرة وأداة ضغط في يد الاحتلال. يواجه سكان غزة تحديات جمّة في الوصول إلى الماء الصالح للشرب، فالحصار والسيطرة الإسرائيلية على الموارد المائية تحول الحياة اليومية إلى صراع من أجل البقاء.
الوضع المائي الحرج في غزة
تعاني غزة من أزمة مياه خانقة حيث 96.2% من المياه الجوفية ملوثة وغير صالحة للشرب، وترتفع نسبة الملوحة فيها عن المعايير الدولية بكثير. بالإضافة إلى ذلك، فإن 40% من إمدادات الماء لا تصل السكان بسبب البنية التحتية المتدهورة، والتي تعززها قيود شديدة على الواردات الضرورية للتحسين والصيانة، حيث أن أقل من 16% من المواد اللازمة لهذه الأعمال تصل إلى القطاع.
التحكم والاستغلال في موارد المياه
منذ نوفمبر 1967، وفقًا للأمر العسكري الإسرائيلي رقم 158، لم يُسمح للفلسطينيين بتطوير أي مصادر مائية جديدة دون إذن من الجيش الإسرائيلي، وهو إذن شبه مستحيل الحصول عليه. تُدير شركة “ميكوروت” الإسرائيلية الآبار الموجودة على طول حدود غزة، وتستخرج المياه الجوفية قبل وصولها للقطاع وتبيع جزءًا منها لغزة بأسعار مرتفعة تتراوح بين 4 إلى 10 دولارات لكل متر مكعب.
تأثير التلوث ونقص المياه على الصحة
تُسبب نسبة التلوث المرتفعة في المياه مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك أمراض الكلى، التي يعاني منها 13-14% من سكان غزة سنويًا. الفلسطيني في غزة يستهلك في المتوسط 77 لترًا من المياه يوميًا، وهو أقل بكثير من استهلاك الإسرائيلي الذي يبلغ حوالي 300 لتر يوميًا وأقل من المعدل الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية الذي يقدر بـ 100 لتر