القنب، المعروف في تونس بالزطلة، هو موضوع جدل واسع في كل من الأوساط الاجتماعية والقانونية. يحتوي القنب على جزيئات رئيسية هي التيتراهيدروكانابينول (THC) والكانابيديول (CBD)، حيث يؤثر الأول على النفسية وقد يسبب اضطرابات في الإدراك، بينما يُعرف الثاني بتأثيره المهدئ وخصائصه المضادة للتوتر. في تونس، يُقدر
استهلاك الزطلة بأكثر من 400 ألف شخص، مع الإشارة إلى أن استهلاكها ممنوع ومعاقب عليه بموجب القانون. يتميز القنب بتنوعه الكبير، حيث ينقسم إلى أنواع مختلفة مثل الكانابيس ساتيفا والكانابيس إنديكا والكانابيس روديراليس، ويتكيف مع معظم البيئات خاصة الجافة منها، مما يجعله الأكثر استخدامًا في إنتاج المخدرات. تبلغ قيمة صناعة القنب عالميًا أكثر من 344 مليار دولار، ما يعادل تقريبًا سبعة أضعاف ميزانية تونس.
تعد الولايات المتحدة والمغرب من أبرز الدول المنتجة للقنب، حيث أنتجت الولايات المتحدة حوالي 22 ألف طن في عام 2022 وفقًا للجمعية الوطنية لصناعة القنب بأمريكا، بينما عُرف المغرب بإنتاج الحشيش من القنب، خاصة في منطقة الريف.
تعود زراعة القنب في المغرب إلى القرن الخامس عشر، وقد شهدت المساحة المزروعة تقلصًا من 135 ألف هكتار في عام 2003 إلى 21 ألف هكتار في عام 2019 بسبب الضغوط الدولية. وفي سياق متصل، يبرز التحول في نوعية الإنتاج حيث بدأ المزارعون في زراعة أصناف بتركيز أعلى من THC باستخدام شتلات مستوردة من هولندا وأمريكا. في تونس، بلغ سعر الجملة للزطلة حوالي 700 دينار تونسي للكيلو، بينما وصل سعر التفصيل إلى 50 دينار للغرام بنهاية عام 2022، مما يعكس المخاطر القانونية والعقوبات الشديدة التي قد تصل إلى 20 عامًا في السجن.
ينطوي تنظيم سوق القنب على تحديات كبيرة تتطلب دراسات معمقة لفهم التكاليف الاجتماعية المرتبطة بمكافحته وتأثيراته الصحية. يتضمن مؤشر التكلفة الاجتماعية ثلاثة عناصر أساسية: الإنفاق العام على المنظومة الأمنية والعدلية، تكاليف الأمراض المرتبطة بالاستهلاك، والمصاريف الجانبية المتعلقة بتدهور جودة حياة المستهلكين. بعض الدول بدأت تتجه نحو تقنين استهلاك القنب للاستخدامات الطبية وحتى الترفيهية، مثل كندا والأوروغواي، ما يمكن أن يساعد في تقليل النفقات العامة، زيادة الإيرادات الضريبية، والحد من نفوذ الجريمة المنظمة.
يظل التحدي قائمًا في إيجاد التوازن بين مكافحة الاستهلاك غير القانوني وتقديم إجراءات تقنين تحمي المستهلكين وتؤمن الصالح العام.